المستشار الألماني والرئيس المصري: تجب حماية المناخ رغم التحديات
المستشار الألماني والرئيس المصري: تجب حماية المناخ رغم التحديات
اتفق المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال فعاليات "حوار بيترسبيرغ للمناخ" في برلين على أن العودة إلى مصادر الطاقة غير المتجددة بسبب التحديات العالمية، تجب ألّا تكون على حساب الأهداف المناخية، ودعا الأخير لدعم الدول الإفريقية.
وقال المستشار الألماني، اليوم الاثنين، في "حوار بيترسبيرغ للمناخ" في برلين: "لا يمكن لأحد أن يرضى بأن تزيد حصة الطاقة المولدة من الفحم مرة أخرى، الأهم الآن أن نوضح شيئًا واحدًا: هذا إجراء طارئ لفترة زمنية محدودة ولن يكون على حساب أهدافنا المناخية" وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وأكد شولتس أن هذا ينطبق أيضًا على الاستثمارات في البنية التحتية للغاز مثل محطات الغاز المسال، مشيرًا إلى أن هذه الاستثمارات يجب أن تتماشى مع هدف تحقيق الحياد الكربوني في ألمانيا وفي جميع أنحاء العالم في المستقبل.
وقال: "على وجه التحديد: هذا يعني أننا لا نخلق أي اعتمادات جديدة ودائمة على مصادر الطاقة الأحفورية؛ لا هنا في ألمانيا أو في البلدان المنتجة".
وقال شولتس إن حماية المناخ لن تكون ناجحة إلا إذا كانت مدعومة من قبل غالبية المجتمع في جميع البلدان، وأضاف: "بعبارة أخرى: تنجح حماية المناخ إذا جعلت حياتنا أفضل بشكل ملحوظ عبر إمدادات طاقة حديثة وبأسعار معقولة من خلال -على سبيل المثال- توربينات الرياح والأنظمة الشمسية بدلًا من المداخن، ومن خلال التنقل بدون عوادم... يجب أن نتعامل مع التحول إلى الحياد المناخي كبرنامج تحديث يشمل العالم كله".
دعم إفريقيا
وبدوره، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمته لدعم الدول الإفريقية للتعامل مع التحديات التي يتسبب فيها التغير المناخي، الذي وصفه بأنه بات يمثل تهديدًا وجوديًا للكثير من الدول والمجتمعات على مستوى العالم.
وقال السيسي، خلال افتتاح الجلسة رفيعة المستوى لـ"حوار بيترسبيرغ للمناخ"، إن القارة الإفريقية تتأثر بتحديات التغير المناخي "على نحو يفوق غيرها من المناطق بالنظر لخصوصية وضعها ومحدودية قدرتها على التعامل مع الأزمات وضعف حجم التمويل المتاح لها للتغلب على تلك الصعاب".
وأشار السيسي إلى أن أزمتي الغذاء والطاقة الأخيرتين فاقمتا من حجم التحديات التي تواجهها الدول الإفريقية.
وخلال "حوار بيترسبيرغ للمناخ"، يعتزم وزراء وممثلون من نحو 40 دولة الاتفاق على المسار اللاحق في مكافحة تغير المناخ.
ويدور حوار المناخ حول رد الفعل على أزمات التغييرات المناخية، ومشكلات إمدادات الطاقة بسبب حرب أوكرانيا ونقص الغذاء في مناطق حول العالم، وتسبب أزمات الديون في بعض الدول النامية عاملًا إضافيًا في إعاقة قدرة هذه الدول على التعامل مع هذه الأزمات.
ويناقش الحوار الذي يدور تحت عنوان "الخسائر والأضرار" كيفية التغلب بصورة مشتركة على تداعيات التغير المناخي في دول فقيرة لم تسهم سوى بقدر ضئيل في الأضرار الناجمة عن التغير المناخي.
ويعد حوار بيترسبيرغ إحدى المحطات المهمة قبل انعقاد الدورة المقبلة من قمة المناخ العالمية "كوب 27" المقرر عقدها أوائل نوفمبر في مدينة شرم الشيخ المصرية، وذلك لما يمثله من فرصة للتشاور والتنسيق بين مجموعة كبيرة من الدول الفاعلة على صعيد جهود مواجهة تغير المناخ.